الشيخ شريف توتيولـ”اسلام تايمز”: ذكرى الثورة الاسلامية الايرانية ال ٤٥ هذه السنة أتت بطعم خاص
الشيخ شريف توتيولـ”اسلام تايمز”: ذكرى الثورة الاسلامية الايرانية ال ٤٥ هذه السنة أتت بطعم خاص
اسلام تايمز (خاص) – أكد الشيخ شريف توتيو -أمين سر جبهة العمل الاسلامي في لبنان-عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الاسلامي أن “ذكرى الثورة الاسلامية الايرانية ال ٤٥ هذه السنة أتت بطعم خاص، فالثورة الاسلامية تبنت القضية الفلسطينية منذ بدايتها، فهي أغلقت نهائياً وكر سفارة التجسس الإسرائيلية وأبدلتها بسفارة فلسطين ورفعت العلم الفلسطيني عالياً في سماء طهران، هذا وليس غريب على الثورة فهي رفعت شعار نصرة المستضعفين وأعلنتها إسلامية لا شرقية ولا غربية لا سنية ولا شيعية، واليوم من خلال طوفان الأقصى بدأ الزرع ينمو وبدأ الحصاد الذي إن شاء الله سينتهي بالنّصر ولا شك أن وهج الثورة له تأثير كبير اليوم على ما يجري على أرض فلسطين، وإيران هي في مقدمة الداعمين لفصائل المقاومة في غزة والضفة دون منازع بعد أن تخلى الكثيرون عن القضية وخنعوا لسياسة التطبيع المذل ونسوا القضية الشريفة”.
وفي مقابلة مع “اسلام تايمز” وعند سؤاله كيف لعبت الثورة ا الإسلامية في إيران دورا استعادة كرامة وهوية المسلمين، أجاب: ” أنّ الناظر بانصاف إلى هذا الأمر سيرى بأم العين مدى تأثير هذه الثورة على إستعادة الهوية الإسلامية للمسلمين الذين يتعطشون للحكم بما أنزل الله ، فلقد انتعش الإسلام السياسي من جديد وصار حديث الساعة على رؤوس الأشهاد وأدرك العالم أجمع ما لقوة الإسلام من تأثير على المجتمعات التي تبغي العيش بحرية وكرامة وأصبح المسلم في شتى أنحاء العالم يتباهى بما أصبح له من دور في كافة جوانب الحياة”.
وحول إنتصار فلسطين والمستضعفين ونحاج الثورة الإسلامية في فكر ومنظور الإمام الخميني والمرشد الأعلى للثورة الامام الخامنئي، قال: “أولا أنّ النّصر من عند الله سبحانه وتعالى ومن يصدق الله يصدقه والثورة الإسلامية كان لها شرف ترجمة هذا المجد العظيم بانتصارها على نظام الشاه العميل الذي كان يسمى شرطي أميركا ، والفكر والرؤية الثاقبة للإمام الخميني في تحرير العقلية المنّبهرة بحضارة الغرب واتباعه حولها إلى ثقة متجذرة في النّفوس التي آمنت بالثورة وبقيمها الحضارية الإسلامية وبالحكمة والدراية والحنكة السياسيّة المتمرسة التي كان يتمتع بها رحمه الله، هذا الفكر الذي أقره من خلال العقيدة والفقه وجعله بمثابة منهج رباني ينّبغي أن يكون محور العلاقة بينه وبين باقي المجتمعات الإسلامية والغربية على حد سواء ، واللافت أن المرشد الأعلى للثورة اليوم السيد علي الخامنئي استمر على هذا النهج ضدّ أنظمة الطغيان فتابع المسيرة وتولى المبادرة ومد يد العون والمساعدة للشعب الفلسطيني بكافة الجوانب واللوازم التي يحتاجونها إيماناً منه بعدالة هذه القضية المحقة ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم ولا شك أنّ الإنّتصار في فلسطين ورغم الألم الشديد والمجازر التي ترتكب هو نتيجة هذا الفكر وهذا النهج الذي سطره المقاومون اليوم على ارض الواقع”.
وأضاف “أنّ الثورات الإسلامية التي منّبعها القرآن والسنة وتطبيقهما بحذافيرهما لن تحيّد عن طريق الصواب لأنّه من شذّ شذّ في النّار كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنّ الحكم بما أنّزل الله لا يكون صوريا ، لأنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل سواء على مستوى الأفراد او الجماعات لذلك فإنّ الإيمان والقناعة والأعتقاد بهذا الأمر هو سبب من أسباب النّجاح والنّصر حتى لو تأخر لشدّة تكالب الأعداء كما هو حاصل في فلسطين اليوم , وأيضا أن كل حركات التحرر في العالم ستنال مرادها اذا ما اقتنعت بأحقية قضيّتها وعدالتها ولعل ما حصل في أميركا الجنوبية وغيرهما الذين تخلصوا من الإستعمار الخارجي وخصوصاً من أميركا وإسبانيا والأرجنتين ومن النّظام العنّصري هو دليل على أنّه ما ضاع حق وراءه مطالب ، وأنّ هذا الإستعمار إلى زوال واندحار مهما طال الزمن”.
وتابع ” لقد سعت الثورة الإسلامية إلى توجيه رسالة سلام واطمئنان إلى جيرانها وإلى العالم الإسلامي برمّته معتبرةً أنّ ثورتها تعبّر عن طموحاتهم وطموحات شعوبهم في العيش بأمان ومحبة، وكانت رسالتها رسالة الإسلام المحمدي الذي آخى بين المهاجرين والأنّصار ودعا إلى الإعتصام بحبل الله جميعًا واعتبرت أن هذه الوحدة هي وحدة عقائدية إنسانية لا ينّبغي أو يجوز التفرق عنها، فالوحدة هي شرط أساسي من شروط الإنتصار في الدنيا والنّجاة في الاخرة والله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص”.
وعن عداوة أمريكا للثورة الإسلامية، قال :”أميركا هي عدوة كل الشعوب والأنظمة التي تقول لا لسياستها العدوانية ولا لهيمنتها وسرقة ثروات ومقدرات الشعوب ولا لإستعلائها واستكبارها ولا لوصايتها واملاءاتها ووضع قبضتها على المستضعفين في العالم والثورة الإسلامية الإيرانية قالتها منّذ البداية وبكل وضوح أن أميركا هي الشيطان الأكبر وأن الوقوف بوجهها وبوجه مشاريعها الإستعمارية هو واجب عليها ولن تقبل ان تفرض قراراتها عليها، ولو عن طريق مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو أي محفل دولي سيّما وأن الحق عندها لا يتجزأ ، لذا فأن أميركا لجأت الى حبك مؤامرات مكشوفة وغير مكشوفة ضد الجمهورية الاسلامية ولكنها باءت بالفشل ، الجمهورية وقفت إلى جانب فلسطين قولاً وفعلاً وأعلنت بوضوح تام أنّها ضد العدو الصهيوني وضدّ الظلم والإجرام الذي يرتكبه بحق هذا الشعب وأنّها تمد يد العون لمساعدة الشعب والمقاومة في فلسطين حتى تحرير الارض والإنسان ودحر العدوان واسترجاع المقدسات وهذا أمر ازعج أميركا التي بدأت باثارة الفتن المذهبية لإضعاف الجمهورية الإسلامية الاّ أنّ محاولاتها باءت بالفشل وأبطلتها حكمة ودراية ووعي القيادة الإيرانية التي كانت بالمرصاد لكل تلك المؤامرات الخبيثة الحاقدة”.
وحول إنجازات الثورة الاسلامية الداخلية والخارجية ، أكد انه :”لعله من أبرز إنجازات هي هذه النقلة النوعية التي نقلت الشعب الإيراني إلى المقلب الآخر، مقلب الحق ضد الباطل ومقلب الحرية ضد الوصاية والإستعباد، واتخذت القرار الالهي بضرورة وأهمية ووجوبية السعي لوحدة الشعب الإيراني في مواجهة سياسة الإستكبار العالمي وقدمت عشرات الآلاف الشهداء وقوافل العلماء في سبيل الحفاظ على هذا النهج الإسلامي الوحدوي وعلى الصعيد الداخلي لا شك أنّ الإنّجازات العلمية والتكنولوجية والتقنية إضافة إلى الصناعات المختلفة العالية الجودة وصناعة الماء الثقيل( النّووي) لاستخدامه في النّواحي السلمية تأتي بمثابة ضربة موجعة للإعداء، وحققت إكتفاء ذاتيا على مختلف الصعد وأسّست العديد من المؤسسات الدينية التقريبية بين المذاهب الإسلامية لقطع الطريق على كل متربص حاقد يرى في هذه الإنجازات أنها تشكل خطرا عليه، وفي مقدمها العدو الصهيوني الغاصب وإدارة الشر الأمريكية وبالتالي اعطت الجمهورية ايضا دورا بارزا للمرأة الايرانية التي ابدعت في كل تلك العلوم واستطاعت الجمهورية من خلال تلك القوى التي تتمتع بها فرض شروطها بعدم السماح بالتدخل لأي كان في شؤونها الداخلية”.