استنكر المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الدكتور الشيخ زهير الجعيد : بشدة زيارة رئيس دويلة العدو الغاصب «اسحاق هرتسوغ» إلى تركيا واستقباله من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالترحاب بحجة تحسين العلاقات بين الطرفين بعد سنوات من تصدعها بعد حادثة الهجوم على السفينة التركية من قبل الكوماندوس الإسرائيلي.
واعتبر الشيخ الجعيد: أنّ هذه الزيارة تعتبر خطيئة بحق الشعب الفلسطيني ومظلوميته وشهدائه وقضيته المحقة ومقاومته البطلة. وهو الذي كان يتأمل خيراً من النظام التركي برئاسة أردوغان، مستهجناً ما قاله (أردوغان) أن زيارة (هرتسوغ) لإعلان بداية حقبة جديدة وأنّه يمكنهما العمل معاً لنقل الغاز الطبيعي الاسرائيلي إلى أوروبا، علماً أنها فكرة كانت قد طرحت سابقاً منذ أكثر من 20 سنة، وهذا أمر إن حصل فإنه ينعش الاقتصاد الصهيوني كثيراً ليزيد من بطشه وجبروته ضد الشعب الفلسطيني المظلوم أكثر وأكثر.
وتساءل الشيخ الجعيد مستغرباً: أين هي مواقف بعض القوى والحركات الإسلامية والعلماء خاصة من استنكار وشجب هذه الزيارة المرفوضة جملة وتفصيلاً سيّما وأنهم كانوا قد استهجنوا سابقاً الزيارات التي قام بها بعض مسؤولي العدو لكل من الإمارات والبحرين، مستذكراً قول الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما ضَلَّ مَن قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فيهم أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ، لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا“. فهل سكوت هذه القوى والحركات والاتحادات والهيئات العلمائية هو رضىً عن هذا الأمر وأنه مبرر طالما أن من قام به هو الرئيس أردوغان، وهل سنشهد فتاوى مبررة له كما فعل علماء السلاطين مع الأنظمة المطبعة؟ واللهِ أنه لعجب العجاب أن يرى هؤلاء الأمور بعين عوراء ويكيلوا بمكيالين ولا ينطقون بالحق في وجه الباطل.
وأشاد الشيخ الجعيد في تصريحه وموقفه: بكل الأتراك الذين تظاهروا ورفضوا هذه الزيارة وخاصة ما قام به من عمل جهادي مقاوم صادق مجموعة من الشباب التركي التابعين (لجمعية شباب الأناضول) في العاصمة التركية أنقرة حين قاموا بإنزال وتمزيق وحرق العلم “الاسرائيلي” المرفوع بموجب البروتوكول الرئاسي ورفعوا مكانه العلم الفلسطيني.
وختم الشيخ الجعيد: أنّ كل هذه الزيارات وكل مناهج وعمليات التطبيع الخيانية مع العدو ستبقى حبراً على ورق وزوبعة في فنجان، لأن الشعب الفلسطيني البطل يعرف من يقف معه بحق ويمده بالسلاح والتدريبات والمقومات العسكرية ويدفع ثمنا مقابل ذلك، لذا فإن هذا الشعب قد حدد خياره ووجه بوصلته واستل سكاكينه نحو نحر وصدر العدو حتى يمنّ الله عليه بالنصر والتحرير.