هل تسلّم حزب الله صواريخ كروز ذات مدى 3000 كيلومتر؟!
إدعى موقع “ديبكا” العسكري الاستخباراتي الإسرائيلي منذ أيام، أن الجمهورية الإسلامية في إيران قامت بتزويد حزب الله بمجموعة مختارة من صواريخ كروز، بما في ذلك صاروخ كروز السوفيتي الصنع، من نوع kh-55، الذي يبلغ مداه 3000 آلاف كيلومتر، والقادر على حمل رأس نووي. وبحسب هذا الموقع الإلكتروني الإسرائيلي، فإن هذا التقرير قد جاء من مصادر استخبارات غربية يوم الاثنين 16 أيار / مايو الماضي، عندما انضمت البحرية الإسرائيلية إلى مناورة “عربات النار” واسعة النطاق، التي يجريها الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الموقع، بأن المخابرات الغربية أدرجت الصواريخ التي يتم إطلاقها من البحر، والتي يمتلكها حزب الله الآن على أنها:
1)C-802: النسخة الإيرانية من صاروخ كروز الصيني دون سرعة الصوت، والذي يبلغ مداه 200 كيلومتر.
2)ياخونت: صاروخ كروز روسي دون سرعة الصوت، يبلغ مداه 300 كيلومتر، وقد مررته سوريا لحزب الله بموافقة موسكو على حد زعمهم.
3)قدر – 110: صاروخ باليستي عابر للقارات يبلغ مداه 2000 كيلومتر.
4)صاروخ غدير: صاروخ جوال مضاد للسفن يبلغ مداه 300 كيلومتر.
فما هي أبرز المعلومات حول صاروخ kh-55؟ وماذا يمكن له أن يساهم في معادلات الردع البحرية للمقاومة، فيما لو صحت هذه المزاعم؟
_ تم تطوير هذا الصاروخ من قبل الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي تحت اسم “X-55″، كصاروخ كروز يُطلق من الجو وقادر على إيصال رأس حربي نووي. لكن إيران تمكنت من تحويله لكي يصبح بالإمكان إطلاقه من البر أو من سفينة بحرية.
_ يتم تشغيله بواسطة محرك نفاث “تيربوفان”، مع أجنحة منبثقة لتحقيق كفاءة الانطلاق. ويمكن إطلاقه من ارتفاعات عالية ومنخفضة، ويطير بسرعات دون سرعة الصوت عند مستويات منخفضة (أقل من 110 متر).
_بعد الإطلاق، تنتشر أجنحة الصاروخ المطوية وأسطح الذيل والمحرك. يتم توجيهه من خلال مجموعة من أنظمة التوجيه: بالقصور الذاتي، بالإضافة إلى نظام توجيه مطابقة التضاريس، الذي يستخدم الرادار والصور المخزنة في ذاكرة جهاز كمبيوتر على متن الصاروخ للعثور على هدفه، ما يسمح له بتوجيه نفسه إلى الهدف بدرجة عالية من الدقة.
_ هو الصاروخ الذي تم استخدامه لتطوير وصنع صاروخ “كاليبر”، الذي تستخدمه روسيا اليوم في عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
_ هناك العديد من الأجيال لهذا الصاروخ أبرزها:
1) Kh-55: النموذج الأصلي بمدى 2500 كم.
2) Kh-55-OK: الذي يمتلك نظام توجيه بصري.
3) Kh-55SM: الذي يمتلك خزانات وقود إضافية لكي يصل مداه إلى 3000 كم.
4) Kh-101/102 : تم تطويره كنموذج شبحي للغاية خفي لـ Kh-55SM، في أواخر التسعينيات، ويحمل Kh-101 رأساً حربياً تقليدياً، بينما يمحل Kh-102 رأساً نووياً حرارياً. ويقدر مداه ما بين 4500 و5500 كم، ويطير على ارتفاع يتراوح ما بين 30-70 م إلى 6000 م، وهو مزود بنظام كهربائي بصري لتصحيح مسار الرحلة، ونظام توجيه تلفزيوني للتوجيه النهائي، بدقة لا تتخطى الـ 20 م.
5)سومار: النسخة الإيرانية الصنع منه، بحسب “وال ستريت جورنال – Wall Street Journal “، التي زعمت بأن إيران قامت بتصنيعه محلياً، بعد أن اشترت عشرات صواريخ kh-55 من أوكرانيا في العام 2001.
_ وفقاً لمدى هذا الصاروخ، فإن باستطاعته إصابة أي هدف، حتى سواحل إيطاليا والجزائر. وهنا يُطرح السؤال، حول حاجة حزب الله لهكذا صواريخ تصل الى هذه المديات، أو حتى لقدرتها على حمل رؤوس نووية لا يملكها ولا حاجة له بها أصلاً. ما يرجح أن هذا التقرير هو من نسج خيال المخابرات الغربية التي اعتمد عليها تقرير “ديبكا” ربما، لكي يشنوا حرب بروباغندا على حزب الله مستقبلاً، وربما لكي تتخذه إسرائيل ذريعةً للقيام بحماقة عسكرية او أمنية ما ضد لبنان في الفترة المقبلة.
الكاتب: علي نور الدين