منسق عام جبهة العمل الإسلامي يلتقي السفير الهندي لوضعه في الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني واللبناني
زار منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد السفارة الهندية والتقى سعادة السفير ” نور الرحمن الشيخ وتباحث معه في العلاقات الأخوية التي تربط بين لبنان والهند وكذلك في تطورات الأوضاع في المنطقة عموماً والعدوان الصهيوني على غزة ولبنان خصوصاً وضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ومساعدته. وخلال اللقاء أشاد الشيخ الجعيد: بسعادة السفير ودماثة خلقه معتبراً أنّ الثقافة والتقاليد العربية والهندية متقاربة رغم التنوّع الديني والمذهبي لا سيّما بما يتعلق بتقاليد الشرف والقيم والروابط الاجتماعية والحفاظ على كينونة العائلة والمجتمع.
ولفت الشيخ الجعيد: إلى أنّ الهند اليوم تعتبر دولة كبرى ولها دور وحضور سياسي عالمي مهم، وأنّ التقدم العلمي والاقتصادي بات سمتها اليوم في كافة المجالات، وأضحت بجهد وكدّ أبنائها بمصاف الدول الكبرى التي يعوّل عليها، ونتمنى أن يكون التأثير والدور السياسي لها على الساحة الدولية وخاصة في نصرة قضايا المظلومين والمستضعفين وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني المظلوم متماشياً مع تقدمها العلمي والثقافي المتصاعد، خاصة أن الهند هي ضمن الدول المؤسسة لمجموعة البريكس التي تسعى لإنهاء الآحادية الأمريكية لندخل عصر التنوع الأممي وكسر جليد النظام الآحادي في العالم، فأمريكا تقوم سياستها على زرع الفتن وتأجيج الصراعات في مختلف دول العالم وخاصة بين المسلمين من أجل سلب خيرات الشعوب وثرواتها ومقدراتها، وكذلك بالانحياز التام لصالح العدو الصهيوني الغاصب المحتل لأرض فلسطين والمشرّد والمهجر لشعبها الأصيل ومصادرة أرزاقه وأراضيه وكافة ممتلكاته، لذا فهذا الصراع هو صراع بين الحق والباطل، بين حق الفلسطينيين في أرضهم المسلوبة وتحريرها، وبين باطل العدو الصهيوني واحتلاله لها، لذا فالموقف الواضح والذي ينبغي أن يتصدّر ويتبلور من الهند هو أن تقف مع المظلوم ضد الظالم، أن تقف مع صاحب الحق ضد المعتدي، وخاصة أن الشعب الهندي يعرف تماماً هذا الأمر فهو سبق وذاق ويلات الاحتلال البريطاني لبلاده الذي هو نفسه من أعطى فلسطين للصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني، لذا فمن الطبيعي أن يكون الشعب الهندي مع الشعب الفلسطيني، وأن يكون داعماً له في كافة المجالات وخصوصاً في ظل هذه المجازر والمذابح والمحارق والإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة المجرمين ضده ظلما وعدواناً ومنذ أكثر من 75 عاماً، وكما أن الهند سابقاً كانت شعباً وحكومة مع الحق الفلسطيني، نتمنى أن تبقى بشكل فاعل ومؤثر، ولعل انتفاضة وثورة طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية والأسترالية شاهد حقيقي ومؤثر ضاغط وفاعل ضد ما يقترفه العدو الصهيوني من إبادة جماعية بحق المدنيين العزل الآمنين، فالعالم كله اليوم يتغيّر وينحاز نحو الحق الفلسطيني المشروع، ولن يتحقق العدل الحقيقي إلا عندما يمنح الشعب الفلسطيني المظلوم كامل حرّيته بالعودة إلى أرضه وتحرير بلاده من رجس الاحتلال. ونحن عندما نتحرك إلى جانب الشعب الفلسطيني فمن باب الأخوة الإنسانية والدينية.
بدوره رحب سعادة السفير الهندي بسماحة الشيخ زهير الجعيد، معتبراً أنّ الهند اليوم متوازنة في دورها وأنّ لها علاقات جيدة وخصوصاً مع السعودية وإيران، وأنّ البريكس كان خمس دول وأصبحت لغاية التنوع أكثر من ذلك، وصحيح الهند كانت محتلة في السابق وعانت كثيراً جرّاء هذا الاحتلال، والزعيم التاريخي “مهاتاما غاندي” قال: أنّ بريطانيا للبريطانيين وفرنسا للفرنسيين وكذلك فلسطين للفلسطينيين. وهذا هو موقف الهند منذ زمان وإلى الآن، والهند داعمة لفلسطين في هيئة الأمم المتحدة ولاستقلالها، وهي تحاور الجميع وتحاول جمع الجميع في هذا الأمر بحيث يحصل الهدوء والسلام والرخاء والأمن في المنطقة والعالم. وبالنسبة لوضع المسلمين في الهند فإنّ تعدادهم 220 مليون مسلم ولهم كامل الحرية في العبادة والتدريس وكل ما يخصهم، ولهم مساجد ومدارس ومعاهد بالآلاف تقام فيها الشعائر الدينية وتدرس الدين الإسلامي الحنيف.