عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:
تأتي ذكرى اتفاقية العار في أوسلو 13 أيلول 1993 وما زالت السلطة الفلسطينية مصرة على المضي بها رغم أن العدو الصهيوني قد تجاوزها وانتهكها ولم يلتزم بأي من مندرجاتها، بل هو اليوم يفكر جدياً كما أعلن بعض المسؤولين فيه بإعادة اجتياح الضفة، ليسأل المواطن الفلسطيني كما كل العرب والمسلمين والأحرار عن ما جنته اتفاقيات الذل هذه للقضية الفلسطينية، وليتأكد بشكل لا شك فيه أن الطريقة الوحيدة لاستعادة حقوق الأمة في فلسطين هي في حرب تخوضها الأمة بأجمعها ويكون بها زوال الكيان الصهيوني من الوجود.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن الانتفاضة والمقاومة هي التي حررت لبنان وحررت غزة وهي اليوم التي تُزعج وتقض مضاجع الصهاينة، وهي وحدها التي ستحرر فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، ومحور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيقود حرب التحرير النهائية وإلى ذلك اليوم ستستمر العمليات خاصة في الضفة الغربية وأراضي الـ48 ولن يهنئ العدو الصهيوني باحتلاله لأرضنا التي ستتحول جحيماً يحرقه ويزعزع أركانه.
وفي لبنان في الوقت الذي يشاهد اللبنانيون مناقشة الموازنة العامة يظهر وبشكل واضح عجز المسؤولين عن إخراجنا من المأزق المعيشي الذي نعيش فيه والمطلوب هو أن يعمد المسؤولون إلى تأليف حكومة إنقاذ وطنية تضم الفعاليات السياسية كافة لإمداد خطة تعافٍ اقتصادية وتحرير أموال المودعين والعمل للتوافق على رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وإذا لم يفعلوا ذلك يكونون قد أخلوا بواجباتهم الدستورية وعلى مجلس النواب المنتخب حديثاً اتخاذ الإجراءات الكفيلة في ضمان حقوق الشعب الذي وثق بهم وانتخبهم.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحة المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يطالب تجمع العلماء المسلمين رئيس الجمهورية والحكومة بالاجتماع فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية تضم الفعاليات السياسية التي تحمي قراراتها مقدمة للقيام بدورها كاملاً في إقرار خطة التعافي الاقتصادي وتأمين حاجات المواطنين من الدواء والغذاء والماء والكهرباء والاتصالات.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين مجلس النواب اللبناني لإقرار التعديلات اللازمة على الموازنة كي تكون موازنة تضمن حقوق المواطنين وتقلص فيها إلى حد إلغاء المصارفات غير الضرورية وليكن القسم الأكبر منها للمساعدات الاجتماعية وتحسين رواتب الموظفين وإقرار دولار جمركي لا يُضْعِف موارد الخزينة وبنفس الوقت لا يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الضرورية.
ثالثاً: يؤكد تجمع العلماء المسلمين على أن على لبنان التمسك بمطالبه حول الحدود البحرية وما أعلنته الخارجية الأمريكية من أن هناك إمكانية للوصول إلى حل وسط حول ترسيم الحدود البحرية نشتم منه رائحة المؤامرة وأن ما عرضه الرؤساء الثلاثة على السمسار الأمريكي عاموس هوكشتاين هو أقصى ما يمكن أن يتنازل فيه اللبنانيين وإلا فلتذهب الأمور باتجاه المواجهة، فنحن في بلد لا يوجد لدينا ما نخسره لو دخلنا في حرب.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومين الفلسطينيين الأبطال الذين نفذوا بالأمس عملية جريئة بإلقاء عبوة ناسفة على حاجز صهيوني، كما يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشهيدين البطلين أحمد عابد وعبد الرحمان عابد على عمليتهما التي نفذاها على حاجز الجلمة وأدى لمقتل ضابط صهيوني، ويدعو التجمع إلى تصعيد هذه العمليات التي هي الدليل الصارخ على فشل اتفاقية أوسلو وكل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني.