أخبار فلسطين
قادت المعركة بحنكة وحكمة رغم ارتقاء الكبار دماء قادة شهداء “سرايا القدس” تحولت وقوداً وغيرت مسار المعركة لتفاجئ وتُشعل “إسرائيل”
في عدوان جديد على قطاع غزة، استهل فيه جيش الاحتلال “الإسرائيلي” اغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل أقدم في ليل اليوم الثالث على استهداف غادر أدى إلى ارتقاء قائد المنطقة الجنوبية خالد منصور وعدد من كوادر الحركة، في محاولة لإضعاف القوة العسكرية لسرايا القدس وإرباك صفوفها وتسجيل نصر سهل له، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، وكانت على عكس توقعات الجيش.
فعلى الرغم إن السرايا فقدت أبرز قائدين عسكريين لها في القطاع، إلا أنها حافظت على الرد بقوة وبوتيرة مرتفعة من خلال إطلاق المقذوفات على البلدات المحتلة، بدءًا بالمستوطنات المحاذية للقطاع وصولاً إلى “تل أبيب” والقدس المحتلة، وهو ما شل حركة المستوطنين وأدى إلى هروب الآلاف منهم خشية من ضربات السرايا الموجهة.
سرايا القدس لم تتأثر على نحو سلبي بشكل كبير، بخسارة قائدين بارزين في مجلسها العسكري، بل باشرت في تغطية شواغر قياداتها الذين اغتالتهم طائرات الاحتلال، وأدارت المعركة بحكمة وحنكة كبيرتين، وفق مراقبين ومحللين سياسيين فلسطينيين.
المحلل السياسي د. هاني العقاد، يرى أن من قاد المعركة ضد الاحتلال “الإسرائيلي” كان يحسب كل صغيرة وكبيرة، إذ قاد المجلس العسكري لسرايا القدس مواجهته مع الاحتلال بقدرة كبيرة ووتيرة مرتفعة على الرغم من ارتقاء أبرز قائدين عسكريين لها في قطاع غزة.
الجهاد خرجت قوية متماسكة
وقال العقاد في مقابلة خاصة مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “إن مراحل وتوجهات وأهداف المعركة، حتى آلية انتهاء المعركة كانت حاسمة في تاريخ المنظومة القتالية لحركة الجهاد الإسلامية، باعتبار أنها خرجت قوية متماسكة، وحققت أهدافها المرجوة، وتمكنت تفرض شروطها على قادة الاحتلال”.
وأشار إلى أن سرايا القدس أرادت إيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي عبر اللحظات الأخيرة، عبر الرشقات الصاروخية الكبيرة، إنهم بإمكانهم خوض معركة قوية لأيام وأشهر قادمة، وبوتيرة عالية من حيث دك المستوطنات بالصواريخ، في الوقت الذي كان يتوهم الاحتلال إن السرايا بدأت في استنزاف طاقتها وأسلحتها.
ونوه إلى أن ارتقاء قادة سرايا القدس في العدوان الأخير، عزز من قوة وإرادة المقاتلين ودفعهم لضرب البلدات المحتلة بكل قوة وبوتيرة عالية حتى اللحظات الأخيرة من المعركة حتى وصلت صواريخهم إلى مدينة “تل أبيب” والقدس المحتلة، وهو ما فاجأ قادة الاحتلال، الذين اعتقدوا أن سرايا القدس انتهت باستشهاد قادتها العظام.
ولفت العقاد إلى أن حركة الجهاد الإسلامي بعد استشهاد أبرز قادتها العسكريين وخروجها قوية من المعركة، أثبتت أنها لا تعتمد على قائد بعينه، بل تعتمد على منظومة وسلسلة من القيادات يعرف كل منهم مهمته، ويحل كل منهم مكان الآخر في حال ارتقائه، كونهم على يقين تام بأن كل عنصر ومقاتل منهم معرض للاستشهاد في أي لحظة.
حركة وحدودية
وفي سياق متصل، أكد أن قادة الجهاد على الرغم من تركهم يخوضون المعركة وحدهم، إلا إنّ خطاباتهم كانت وحدوية بدءاً من تصريحات قادتها وأعضاء المكاتب السياسية، وصولاً إلى الأمين العامة للحركة القائد زياد النخالة، حتى لا تستغل “إسرائيل” تلك الفرصة، ويقدم على تمزيق الصف الفلسطيني، مضيفا: “حركة الجهاد أثبتت أنها وحدوية تعمل مع الكل الفلسطيني، وبات لها حسابات وطنية بالدرجة الأولى هو أن كل فلسطيني هو في صفها، سواء من اشترك أو لم يشترك معها في القتال”.
من جهته، اتفق المحلل السياسي المختص في الشأن “الإسرائيلي” د. جهاد ملكة مع العقاد، بأن حركة الجهاد الإسلامي خاضت المعركة ضد جيش الاحتلال المعزز بكل الأسلحة الفتّاكة بوتيرة عالية من ضرب المستوطنات والبلدات المحتلة بالصواريخ بعيدة المدى، على الرغم أن ارتقاء أبرز قادتها العسكريين في القطاع.
حنكة وحكمة
وأشار د. ملكة في مقابلة خاصة مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” إلى أن حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس خاضت المعركة بحنكة وحكمة كبيرة، أدت إلى إجبار الاحتلال على القبول بشروطها لوقف العدوان الغاشم على أهالي قطاع غزة.
وقال: “على الرغم من خوض مقاتلي سرايا القدس وحدهم للمعركة، إلا أنهم أبلوا بلاء حسناً وأوصلوا صواريخهم إلى آخر معاقل الاحتلال، وهو ما يحسب لهذه الحركة التي دفعت مئات المستوطنين للهرب إلى الداخل من بطش صواريخها التي أوجعتهم وزلزلتهم”.
وتعرض قطاع غزة منذ ثلاثة أيام لعدوان “إسرائيلي” شرس أدى إلى استشهاد 44 مواطناً وجرح أكثر من 250 بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل، والبنية التحتية، والوحدات السكنية التي أصبحت غير صالحة للسكن.
ودخل وقف إطلاق النار الساعة 11:30 من مساء يوم أمس حيز التنفيذ بشروط حركة الجهاد الإسلامي وبعد ثلاثة استنجدت خلالها “إسرائيل” الوساطات للتوصل إلى اتفاق بعد جولة سريعة دكت خلالها سرايا القدس كافة البلدات الصهيونية ووصلت لـ “تل أبيب” والقدس ويافا والنقب المحتلة وغيرها من المدن التي تعتبر خطوط حمراء بالنسبة للاحتلال.
الاتفاق الذي تم الإعلان عنه تم بشروط حركة الجهاد الإسلامي وفقا لتصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة الذي هدد بعودة إطلاق النار حال أخل الاحتلال بأي من بنود الاتفاق.
المصدر : الميادين