تيار الفجر في ذكرى جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف : بعض من في الداخل اللبناني مازال يراهن على التحالفات المعادية
في السابع والعشرين من كانون الأول من كل عام يقف مقاومو الوطن وأحراره ليستعيدوا ذكريات جليلة سطرت صفحاتها ثلة من المجاهدين انطلقوا ليواجهوا جيش الغزو الصهيوني الذي انتهك حرمات الأمة العربية واجتاح مساحات واسعة من الأرض اللبنانية وارتكب المجازر الفظيعة بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني برعاية مباشرة من الولايات المتحدة الأميريكية وحلفائها الغربيين . وقد كان لهذه الثلة المباركة من الشباب المجاهد دورا تأسيسيا فاعلا في قيام وانطلاقة المقاومة الإسلامية المظفرة التي كانت مدينة صيدا إحدى ساحاتها الكبرى .
وعلى الرغم من مضي ثمانية وثلاثين عاما على استشهاد جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف فإن وهج ذلك الفعل المقاوم ما زال ساطعا وحرارة تلك الدماء قد ساهمت في إنجاز مهمة التحرير في عام ١٩٨٥ وفي عام ٢٠٠٠ ما دفع الجيش الصهيوني “الذي لا يقهر” الى الفرار مندحرا خائبا في سبق تاريخي مميز . وما يزيد الفخر في هذه المناسبة ان تجليات هذا الفعل المقاوم الذي ساهم جمال الحبال وإخوانه في ولادته يكبر وينمو ويتطور ليصبح ردعا دائما يلجم الغطرسة الصهيونية على الساحة اللبنانية ، ويترجم في أبهى مظاهره انتصارات متوالية على أرض فلسطين كان آخرها متجسدا في ملحمة سيف القدس التي أصابت الكيان الصهيوني في صميم بنيته الإجتماعية والسياسية والأمنية .
إن دماء جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف وكل المقاومين اللبنانيين العظام تسري في عروق المقاومين والشهداء الفلسطينيين في غزة هاشم وفي بيت المقدس وفي عموم الأرض الفلسطينية المباركة وتمنحنا كل معاني العزة والكرامة والإباء وتعدنا بغد تحرري أفضل .
إن هذه المناسبة الجهادية التحررية المتألقة تنغصها الجراح المثخنة التي أصيب بها الوطن ، من جراء أعتداء اللصوص الكبار من دينصورات السياسة والإقتصاد والمال والمصارف على الشعب اللبناني وطبقاته الفقيرة وعلى عموم أهلنا الطيبين من مختلف الطوائف والمذاهب الذين وحدتهم المصائب وفرقتهم القيادات الوثيقة الصلة بأولئك الدينصورات المتوحشة . وما يزيد الإساءة لهذه المناسبة استمرار رهان بعض من في الداخل اللبناني على التناغم مع التحالف الوثيق الذي بات يجمع بين الصهاينة والممالك والإمارات الحاكمة في عالمنا العربي والإسلامي المجتمعين تحت العباءة الأميريكية الإستكبارية النتنة . ويجهد هؤلاء الملوثين بتاريخ التعامل مع الإحتلال الصهيوني على السعي لشن الحملات السياسية والإعلامية الدنيئة ضد المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية ، وعلى التواطؤ مع كل مخططات العواصم الغربية الطاغية والمستكبرة على الساحة اللبنانية وفي المنطقة العربية والإسلامية .
اننا في هذه المناسبة ليس لنا إلا التمسك و التشبث بالمقاومة والجهاد طريقا لحماية وطننا وشعبنا وأمتنا ، مستحضرين صور وأسماء جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف
وكل الشهداء الأبرار الذين رصعوا تاريخ الوطن وحاضره ومستقبله بكل ما هو جميل وعزيز وكريم ومبجل .
٢٦ كانون الأول ٢٠٢١