أخبار فلسطيناخبار عربية
فلسطين لا تستقرّ: تسابق بين التهدئة والتصعيد
![](https://jam3.org/wp-content/uploads/2022/04/56464596.png)
هل باتت المواجهة العسكرية الشاملة بين إسرائيل وقطاع غزة مسألة وقت؟ سؤال فرض نفسه على طاولة التقدير أمس، بعد تبادل بيني لإطلاق النار: صاروخ «تحذيري» فلسطيني من القطاع ردّاً على اعتداءات الاحتلال في القدس، قابلته غارة إسرائيلية، «تحذيرية» هي الأخرى، على أهداف خالية جنوب غزة. قياساً على مواجهات الماضي، يُعدّ الإطلاق «التحذيري» من الجانبَين، ابتداءً وردّاً، الخطوة الأولى التي تعقبها المواجهة، وإن تدحرجاً. فهل تسري هذه القاعدة على الواقع الحالي؟ الإجابة غير قطعية؛ إذ إنّ احتمال التصعيد وارد، لكنّه في الوقت نفسه غير مرجَّح لاعتبارات عديدة لدى الجانبَين. وفي ظلّ وجود خلافات على المقلبَين في تشخيص المصالح الآنية والأولويات، يبدو أنّ كلا الاتجاهَين غير منتفيَين: التوجّه نحو الحرب، أو الإبقاء على التهدئة. وعلى رغم أنّ العدو رجّح أن تكون حركة «الجهاد الإسلامي» هي التي أطلقت الصاروخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة، إلّا أنه حمّل حركة «حماس» المسؤولية كونها الجهة المسيطرة على القطاع، فيما جاء ردّه تناسبياً بأن أغار على أهداف خالية تابعة للأخيرة.
إزاء ذلك، يمكن الإشارة إلى الآتي:
-
1- يبدو احتمالا التصعيد والتهدئة شبه متساويَين. صحيح أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينت، أعلن إطلاق يد العسكر، إلّا أنّ تصريحه هذا يبدو مُوجّهاً إلى الداخل، ولا يعني، بحال من الأحوال، أنه أعطى الضوء الأخضر للمواجهة. وما يعزّز ذلك، هو أنه في الكيان، وعلى نقيض دول سويّة، المؤسسة العسكرية هي التي تلجم المستوى السياسي، خاصة في ظلّ وجود صاحب قرار غضّ سياسياً، كما هو حال نفتالي بينت. وإرادة العسكر، اليوم، هي منع الانجرار إلى الحرب، لأسباب يطول ذكرها.