اخبار الجبهة

الجعيد بلقاء مع موقع صدى الضاحية الإعلامي: بوتين يدعم المسلمين من خلال بناء المساجد والمراكز الثقافية والجامعات الاسلامية


في لقاء إعلامي مع موقع صدى الضاحية الإخباري تحدث المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي الدكتور الشيخ زهير الجعيد للإعلامية سماهر الخطيب عن آخر التطورات في أوكرانيا ضمن عنوان: الازمة الروسية الاوكرانية من منظور سياسي إسلامي.

فقال الشيخ الجعيد: انه منذ البداية نحن كان لنا موقف ضد الهيمنة الأمريكية على العالم وليس فقط ضمن منطقتنا، كنا نرى ان الاستكبار العالمي الأمريكي وظلمه للشعوب في أفغانستان والعراق ووقوفه مع الكيان الصهيوني ضد فلسطين والشعب الفلسطيني. وهو استكبار يقف دائما إلى جانب العدوان وليس إلى جانب المظلوم، فكنا نرى دائما أن الفيتو الأمريكي الذي يستخدم فقط في وجه وضد الشعوب المظلومة.
لذلك مثلت أمريكا الوجه الشيطاني البشع في الاضطهاد والظلم للشعوب، حتى لشعبها ومجتمعها، هناك التفرقة العنصرية بين الأسود والأبيض وبين الأوروبي والأسيوي فهي لم تأتِ إلا بالشر والظلم والمجاعات في كل هذا العالم.

وقال الشيخ الجعيد: من هنا كان من الواجب الأخلاقي أن نقف في وجه هذه السياسة الظالمة، واجهناها في لبنان عام 1982حين أتت الأساطيل الأطلسية المحتلة لبلدنا، وكذلك نواجهها في فلسطين والعراق.

وعقب الشيخ الجعيد قائلاً: إنه من منظورنا الإسلامي نرى أن المجتمعات يجب أن تتكاتف وتتكامل وتتعاضد، فالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: “الخلق عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله”، فمن هذا الهدي ننطلق لنكون عوناً للضعفاء والفقراء والمساكين، أما السياسة الأمريكية فهي سياسة الذات والفرد، ومن هنا نرى ما وصلت إليه الأمور في العالم من تفكك وانحلال، بعكس الإسلام الذي يدعو إلى القيم وإلى المحبة والأخلاق الحميدة.

أضاف الدكتور الجعيد: اليوم المجتمعات الغربية تفقد التراحم والمحبة حتى في داخل الأسرة الواحدة. والسياسة الأمريكية على النقيض تماماً عن السياسة الإسلامية الشرعية.
ونحن اختلفنا مع السياسة الأمريكية وليس مع الشعب الأمريكي، ومن هنا نرى أن ما طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التمسك بالقيم الأخلاقية ينطلق من الفكر المسيحي الحق، الذي جاء به سيدنا المسيح (عليه السلام) وهو والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جاؤوا برسالة ربانية تدعو إلى القيم والرحمة والأخلاق بعكس السياسة والثقافة الأمريكية التي تدعو إلى الزنا والمثلية والسحاق واللواط وهي منافية للدين الإسلامي والمسيحي الذي يؤمن به الشعب الروسي المتنوع.
لذلك نرى ما يحدث الآن ليس فقط في أوكرانيا بل على المستوى العالمي هو معركة بين ثقافتين، ثقافة الإباحية والتفلت والانحلال والظلم، وبين ثقافة التعاضد والعائلة والقيم والأخلاق.
ولذلك نحن يجب أن نتعاون فيما بيننا في مواجهة السياسة والثقافة الأمريكية اللاأخلاقية.

واعتبر الدكتور الجعيد: أن ما يحدث في أوكرانيا جزء منه هو حرب ثقافات وجزء منه سياسي وحرب على النفوذ والتسلط والتدخل. والإعلام يحاول ان يفرض تزييف للواقع الحقيقي بين روسيا وأوكرانيا فيظهر. الروسي كأنه المعتدي والاوكراني كأنه مظلوم وهذا غير صحيح.
نحن في المنطقة رأينا كيف أن الأميركي قد احتل العراق واضطهد شعبه وسرق ثرواته لصالح الشركات الأمريكية الخاصة التي يمثلها اللوبي السياسي المهيمن على السياسة والحكم في أمريكا، ورأينا كيف كان الرئيس الأمريكي السابق (ترامب) يبتز الدول الخليجية بالتهويل وتحت ذريعة حمايتها من اعتداءات وهمية مصطنعة لا حقيقية لها من أجل الحصول على مبتغاه من أموال طائلة وكان يتبجح سياسيوه بالعلن بذلك من غير خجل.
ونحن في لبنان نُحرم من استخراج نفطنا ومقدراتنا وغازنا الطبيعي ونحن بأشد الحاجة له خدمة لمصالح إسرائيل، واليوم الأمريكي هو يتواجد على الأراضي السورية كمحتل غير شرعي بغير وجه حق ومن دون طلب إذن من الدولة السورية الشرعية ويقوم بحرمانها من مقدراتها ويسرق غازها وبترولها، لذلك فإن أميركا هي ضد الشعوب حتى الدول والشعوب التي ترتهن لسياستها وصالحها.

وأضاف الشيخ الجعيد: من خلال أوكرانيا أميركا دخلت لتهدد الأمن القومي الروسي، ودخلت لتستعبد الشعب الأوكراني وتستغله ليمثل خنجراً في خاصرة روسيا، لذلك روسيا أعادت التوازن لهذا العالم بعد أن كان هناك تسلط أميركي آحادي وكبير على القرار السياسي العالمي، واليوم هناك حضور روسي سياسي فاعل بعد الحرب الكونية على سوريا والذي أعاد بوجوده التوازن للعالم، ولذلك تآمرت أمريكا على روسيا من خلال أوكرانيا، ولذلك فمن حق روسيا الطبيعي والشرعي أن تدافع عن نفسها وعن أمنها وعن ثقافتها وعن شعبها وعن شعوب العالم المؤمنة المتنوعة وخاصة المستضعفة.

وأشار الدكتور الجعيد: أن صراع القطبين الاتحاد السوفياتي وأمريكا هو صراع قديم، ولكن للأسف ان هناك بعض المسلمين والحركات الإسلامية المتطرفة، انغمست بالعمالة مع المخابرات الأمريكية، وأمريكا استطاعت أن تدخل على هذه الجماعات وأن تؤثر بها وأن تتلاعب بها وتديرها كما حصل في أفغانستان سابقاً في الثمانينات حيث استعملت المخابرات الأمريكية هؤلاء الجماعات في صراع أمريكا ضد الاتحاد السوفياتي، وكيف بعد خروج السوفيات احتلت أمريكا أفغانستان وقتلت ونكلت بالشعب الأفغاني، وبعد احتلال أمريكي طويل نرى أن الشعب الأفغاني هو من أفقر الشعوب في العالم ولم تجلب له أمريكا إلا المصائب والويلات. وهذا ما فعلته أمريكا كذلك في العراق وسوريا أيضاً حيث هي من أدارت داعش من أجل مصالحها الخاصة، وخاصة في سوريا لإضعاف الدولة السورية لأنها كانت قطب الرحى والتي وقفت إلى جانب المقاومة في المنطقة وكانت تمدها وتدعمها بالسلاح والقوة، وخاصة في لبنان في وجه العدو الصهيوني الذي احتل لبنان ووصل إلى عاصمته، فأخرجته المقاومة من لبنان دون قيد أو شرط، سوريا هذه هي التي استضافت في أراضيها المقاومة الفلسطينية ووقفت إلى جانبها وكانت قيادتها تعيش فيها آمنة مطمئنة، لذلك ومن هنا كان استهداف سوريا واسقاطها لتحويلها تابعة للسياسة الأمريكية فجاءت بكل إرهابيي العالم إلى سوريا للقتال ضد الدولة، لكننا وجدنا سوريا رئاسة وجيشاً وشعباً تقف في وجه الإرهاب التكفيري التي دعمته أميركا.

وأشار الدكتور الجعيد: أننا نرى نفس الصورة اليوم، فأميركا وحلفائها الأوروبيون ينقلون هؤلاء المرتزقة المتطرفين (الذين يدَّعون زوراً الانتساب للإسلام) من سوريا والعراق ومناطق أخرى إلى أوكرانيا من أجل القتال ضد روسيا.

وأضاف الشيخ الجعيد: إلى أنه هناك حالة كذب ونفاق إعلامي في وسائل الإعلام العالمية المدعومة أمريكياً وما أكثرها، بتخويف المسلمين من روسيا ومحاولة تصويرها ضد الإسلام، لكن أنا اقول بكل أمانة وموضوعية وصدق أن المسلمين الروس يتمتعون بالحرية الكاملة بممارسة عبادتهم وشعائرهم في روسيا، والتقدم والنمو الإسلامي هو في أوجّه في روسيا من ناحية الحقوق وحرية العبادة والمشاركة السياسية، والمسلمون الروس هم شركاء مع إخوانهم من بقية الشعب الروسي في بناء حضارة وتقدم الدولة الروسية، والرئيس بوتين يدعم المسلمين من خلال بناء المساجد والمراكز الثقافية والجامعات الاسلامية.
هذا التخويف والتزوير والافتراء الذي تقوم به البروباغندا الغربية الإعلامية ضد روسيا من أجل تخويف المسلمين ولإثارة الجماعات الإسلامية المتطرفة للذهاب إلى أوكرانيا واستعمالهم للقتال ضد روسيا.
من هنا أتوجه لهؤلاء أن الإسلام بريء مما تقومون به، بل على العكس يجب أن تعودوا لجادة الصواب وأن تقفوا إلى جانب الحق وأن تكونوا في وجه السياسة الأمريكية الظالمة التي تقف إلى جانب إسرائيل التي تذبح الشعب الفلسطيني، في حين أن قضية المسلمين الأولى هي القدس والدفاع عن المسجد الأقصى في ظل ما تقوم به اميركا وإسرائيل من مجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وآخرها كان قتل الصحفية البريئة شيرين أبو عاقلة.

وختم الشيخ الجعيد بالقول: لذلك اليوم يجب أن نتماهى مع روسيا وأن نسعى من أجل استرجاع حقنا في فلسطين والمنطقة والوقوف ضد أميركا التي هي ضد كل قيم الإسلام والنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكل القيم المسيحية وضد كل القيم الإنسانية والأخلاقية جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *