اعتبر المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الدكتور الشيخ زهير الجعيد : أن مشروع بناء الانسان في لبنان يحتاج إلى برنامج ترشيد وتوجيه إصلاحي لكي يستقيم الانسان ويعيش بكرامة وعزة نفس في وطنه كي يستطيع بدوره أن يقدّم لوطنه ويعطيه عن طيب نفس ويساهم بجدّية في بنائه وتقدمه وتكوين حضارته.
لذا فمن واجب الدولة: أن تُبادر إلى مشروع بناء الانسان وتلبي له حاجاته المعيشية وتوفر له البنى التحتية وتؤمن له كل الحقوق الواجبة عليها كي يقوم هو على تأدية كل الواجبات المحقة.
ولفت الشيخ الجعيد: إلى أنّ الدولة يجب أن تتحمل مسؤوليتها لا أن يتحمل المواطن تقاعسها وإهمالها وعدم قيامها بواجبها، لافتاً: إلى أنّ إقرار موازنة عام 2022 بهذا الشكل وفرض رسوم وضرائب جديدة على المواطن بشكل مباشرة وغير مباشر هو أمر مرفوض وغير مقبول، وعلى الدولة واجب الحفاظ على حقوق المواطنين لا سلبها، وخصوصاً ما يسمى بالطبقة الفقيرة والمتوسطة التي طالتهما بشكل مباشر الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة.
وأشار الشيخ الجعيد: إنّ استقواء الدولة في تلك الموازنة على المواطن الفقير المستضعف وترك مافيات وعصابات الفساد والهدر والسرقات والرشاوي دون محاسبة وعدم استرداد الأموال المنهوبة من الخزينة اللبنانية والمهرّبة للخارج، إضافة إلى استباحة بعض النافذين من السياسيين وغير السياسيين من أزلام السلطة للأملاك البحرية والنهرية والمشاعات وغيرها من قطاعات وأملاك الدولة سيزيد الأمور تعقيداً ويساهم حتماً في حصول ثورة اجتماعية كبيرة تقلب الأمور رأساً على عقب، لذلك ومن منطلق التحذير والتنبيه ينبغي على الدولة أن تأخذ الضريبة التصاعدية من أصحاب رأس المال ومن البنوك والمصارف لا أن تتلاعب بلقمة الفقير وتستولي على ما تبقى له وتسلب له حياته البسيطة التي يعيشها.
وطالب الشيخ الجعيد: مجلس النواب الذي هو من المفترض مجلس الشعب لكي يصحح هذه الموازنة ويرفض كل البنود المتعلقة بفرض الرسوم والضرائب التي تطال الغالبية العظمى من الشعب اللبناني.
من ناحية أخرى أكد الشيخ الجعيد: على أنّ لبنان دولة ذات سيادة وقانون وأنّ أي وسيط خارجي أمريكي أو غير أمريكي يأتي إلينا بأفكار مشروطة أو إملاءات هي مرفوضة رفضاً مطلقاً وغير مقبولة، مشيراً: إلى أن مهمة الوسيط الأمريكي الصهيوني هوكشتين كما يبدو هي فرض التنازل و الإملاءات على حساب كرامة وحقوق لبنان المشروعة، ولكننا نحذر من هذا ونؤكد أنّ كل ما ينافي سيادة لبنان وحقوق مواطنيه يجب أن يرفض من كل أركان الدولة رفضا تاما وعدم السماح بأي تنازل وخاصة أن المفاوض اللبناني اليوم ليس في موقع ضعف بل هو في موقع القوة لأن خلفه وإلى جانبه مقاومة قادرة وقوية وجاهزة تستطيع أن تحصن الموقف اللبناني وتفرضه وتحميه.
وختم الشيخ الجعيد: أن قوة لبنان اليوم تكمن في جيشه الوطني ومقاومته الشريفة وشعبه العربي الأبي الرافض لكل اشكال الخضوع والهيمنة والتطبيع وليس في ضعفه كما كان يُشاع.