جنود إسرائيليون يرفعون أصواتهم: ماذا نفعل فـي سوريا؟
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها البري على سوريا، وسط احتلالها المنطقة العازلة، وسيطرتها على منابع المياه العذبة في ريف درعا، وتنفيذ دوريات وعمليات تفتيش. كما تستمر تلك القوات في إطلاق التهديدات بإطلاق النار على أي مواطن سوري قد يحمل السلاح في البلدات التي يحتفظ فيها العدو بوجود عسكري، ولا سيما في محيط منطقة حوض اليرموك في ريف درعا، إضافة إلى مناطق في ريف القنيطرة، من مثل بلدة الحضر.
ويأتي ذلك بالرغم من التطمينات المستمرة التي يقدّمها قادة الاحتلال من جهة، وقوات «حفظ السلام» الأممية من جهة أخرى، بأن القوات الإسرائيلية ستنسحب من تلك المناطق، وهو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن، بل يجري ما يعاكسه على الأرض في إطار الاقتحامات المتواصلة. وفي الوقت نفسه، وفي حادثة تُعتبر الأولى من نوعها، قصفت طائرة إسرائيلية مقراً كان يوجد فيه مقاتلون من «إدارة العمليات العسكرية» في منطقة عدرا الصناعية في ريف دمشق، الأمر الذي تسبب بمقتل وإصابة نحو 20 مقاتلاً، وفق ما أفادت به مصادر محلية، في حين أظهرت تسجيلات مصوّرة دماراً كبيراً وأشلاء في المنطقة المستهدفة. ويمكن اعتبار هذه الحادثة فريدة بالنظر إلى تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، حيث ابتعدت إسرائيل خلال الأعوام الماضية عن استهداف فصائل المعارضة، وركّزت اعتداءاتها على مواقع الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، كما قامت بشن حملة جوية غير مسبوقة لتدمير معظم قدراته بعد سقوط نظام الأسد.
وعلى خط موازٍ، برزت دعوة ضباط وجنود إسرائيليين من ضمن القوات المتوغّلة في سوريا، إلى الانسحاب منها خشية أن تتحول الأمور إلى الأسوأ، من خلال استقطاب الجماعات المسلحة إلى المنطقة، حسبما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن ضابط يعمل في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي قوله «إنها مسألة وقت فقط قبل أن نتعرض لهجوم مفاجئ مضاد للدبابات أو قذائف هاون على قواتنا، سيُقتل عدد من الجنود، وسيتحول كل شيء إلى الأسوأ». كما نقلت عنه أن قلقاً متزايداً يُثار بين الجنود الذين يعتقدون بأن مهمتهم العسكرية تفتقر لهدف واضح، علماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد أعلن خلال زيارته إلى قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، عن بقاء طويل فيه لما يوفّره من «حماية لإسرائيل». ويضيف الضابط: «نحن هنا في حالة روتينية مملّة، لا عدو مباشراً نواجهه، ولكن كل شيء قد ينقلب في أي لحظة. هذا الوجود لا معنى له بالنسبة إلى الكثيرين منا»، معتبراً أن تظاهرات الأهالي في بعض قرى حوض اليرموك المناهضة للاحتلال، الأسبوع الماضي، «جعلت الوضع أكثر تعقيداً».